خاص - مَصدر حكومي مغربي للصحيفة: مُعيقات تقنية تحول دون فتح معابر جمركية مع ثغري سبتة ومليلية.. وسنجري اختبارات تقنية جديدة خلال أسابيع

 خاص - مَصدر حكومي مغربي للصحيفة: مُعيقات تقنية تحول دون فتح معابر جمركية مع ثغري سبتة ومليلية.. وسنجري اختبارات تقنية جديدة خلال أسابيع
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 13 أبريل 2024 - 12:00

ما يزال موضوع تريّث المغرب في فتح حدوده الجمركية على مستوى ثغري سبتة ومليلية المحتلين يستأثر باهتمام كبير لدى النخب السياسية الإسبانية، باعتبارها ورقة ضغط للمعارضة اليمينية في كل مرة، ليكون الجواب الحكومي هو نفسه: "سيتحقق ذلك بعد تجاوز مشاكل تقنية"، وهي ذاتها الإجابة التي أكدتها مصادر حكومية لـ "الصحيفة" مشيرة إلى أن المغرب ينوي إطلاق مرحلة جديدة من الاختبارات لتبيُّن مدى نجاعة التدابير التي تم اتخاذها في حلحة المشاكل الفنية والتقنية على المستوى المعابر الحدودية.

وبالفعل، لم ينجح بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، خلال زيارته الأخيرة للمغرب بما فيها اللقاء الذي جمعه بالملك محمد السادس في الرباط والذي نوقشت فيه العديد من القضايا التي تهم العلاقات بين البلدين، في الحصول على موعد محدد بشأن إعادة فتح مكاتب جمركية بمليلية وسبتة وإنشاء مكتب لأول مرة في سبتة لتطبيع التدفقات التجارية، تنزيلا لخارطة الموقعة بين المملكتين.

وعاد رئيس السلطة التنفيذية المركزية إلى مدريد دون الحصول على التزام محدد بشأن موعد افتتاح المكتبين الجمركيين، يكون جوابا شافيا يجابه به ضغوطات المعارضة المتصاعدة وهي التي تُشهر في كل مرة "فيتو" ما تعتبره تملّص المغرب من التزاماته، وهو ما نفاه بالمُطلق مصدر حكومي في حديثه لـ "الصحيفة"، مؤكدا أن الرباط "دولة مؤسسات تعي جيدا ما لها وما عليها من التزامات اتجاه شركائها".

وأوضح المصدر ذاته، في تصريح خص به "الصحيفة"، بأن وجود معيقات تقنية حالت دون فتح المكتبين الجمركيين اللذين تريد الحكومتين التنفيذيتين أن يكونا في أفضل حلة لضمان انسيابية التبادل التجاري، وتعزيز المستوى الذي بلغته العلاقات بين المملكتين في السنوات الأخيرة، بفضل خارطة الطريق التي جرى توقيعها في 7 أبريل 2022.

وشدّد المتحدث، على أن العلاقات المغربية الإسبانية في أفضل حالاتها سياسيا واقتصاديا، والتعاون المشترك والتنسيق الثنائي مستمر ومتواصل، بخصوص في هذا الملف، حيث من المرتقب أن يُجرى اختبار تقني آخر في القادم من الأسابيع والذي لم يتحدد موعده القار بعد على أساس أن يظهر مدى نجاعة الإصلاحات التقنية التي تم اتخاذها من طرف لجنة العمل منذ نونبر الماضي.

وحول احتمالية فتح الحدود قبل نهاية العام الجاري، قال المصدر الحكومي ذاته الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "كل شيء ممكن، في حالة تم حلحة المشكل التقني الكائن في بر المملكة"، والذي فضّل مصدرنا عدم تحديده بالضبط، مكتفيا بالتأكيد بأنه "تقني وفني محض ومرتبط بالأمور التدبيرية واللوجيستيكية".

وذكّر المتحدث، بالاختبار التجريبي الأول الذي أجري في أواخر يناير 2023، ثم الذي تلاه في نهاية فبراير من نفس السنة، ليؤكد بأن الاختبارين كشفا وجود صعوبات تقنية وفنية تعرقل عمليات نقل البضائع في مرحلتها الأولى، وهو ما يتطلب تكييف البنية التحتية الحدودية وإتمام كل الإجراءات الإدارية اللازمة.

وتُراهن الحكومة الإسبانية كثيرا من جانبها، على تسريع لجنة العمل المُكلفة بحلحلة هذه العراقيل للاختبارات التجريبية المرتقبة، وهو ما يظهر جليا في تصريح خرج به وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، لصالح قناة "أوندا سيرو"، يؤكد من خلاله أنه على الجانب الإسباني، ليست هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات التجريبية لإعادة فتح مكتب جمرك مليلية وفتح مكتب جديد في سبتة، على النحو المتفق عليه في أبريل 2022، في الاجتماع رفيع المستوى.

وأوضح المسؤول الحكومي الإسباني، ضمن حواره الإذاعي أنه "لا توجد عوائق قانونية أو سياسية أمام تنفيذ الاتفاق، وأن الأمر مرهون فقط بحل المغرب للقضايا الفنية العالقة"، وأكد الوزير أن نظيره المغربي ناصر بوريطة سيفي بهذا الالتزام.

وبالإضافة إلى ذلك، أكد ألباريس أن "إسبانيا ملتزمة بنموذج حدودي جديد في سبتة ومليلية" يضمن النظام والسيطرة على عبور الركاب والبضائع، كما أكد أن حكومة سبتة راضية عن العملية الحالية على حدود تراخال.

ويبدو أن الحكومة التنفيذية إسبانيا، تستعد لعقد اجتماع مع رئيس المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، خوان فيفاس، في 23 أبريل الجاري بخصوص الاختبارات التجريبية التي ينوي المغرب القيام بها في القادم من الأسابيع.

وجاء في الإعلان المشترك بين المغرب وإسبانيا، الذي تلا زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للمغرب، واجتماعه بالملك محمد السادس في 7 أبريل من سنة 2022، أن البلدين يلتزمان بالاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية، قد أكد في الندوة الصحفية التي عقدها بعد اللقاء الذي جمعه مع الملك محمد السادس "لقد تم إنجاز جميع المهام" من أجل الفتح التجاري للحدود في سبتة ومليلية، وأنه سيكون هناك قريبًا اجتماع ثنائي جديد "لتوضيح الأنظمة الجمركية"، مضيفا: "آمل أن يكون هناك تقدم كبير قريبا، دون أن يتمكن من تقديم موعد تقريبي".

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...